كلما سمعت اسم الجزائر تهفو نفسى إليها، أتخيل نفسى فى ميدان بورسعيد وأتخيل نفسى بجوار تمثال الأمير عبدالقادر وهو يمتطى صهوة جواده، وأتخيل نفسى فى الجميلة حيث أرقى وأشهى مطاعم الماكولات البحرية.. أتخيل نفسى فى القصبة التاريخية.. وأتخيل نفسى وأنا استمتع بالمشى فى شارع ديدوش مراد والعربى المهيدي.. وأتخيل نفسى وأنا أتنقل بين الابيار وحيدرة التى عشت فيها وحفظتها عن ظهر قلب.. وأتخيل نفسى وأنا أستنشق الهواء العليل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط فى نادي الصنوبر وموريتى.. وأتخيل نفسى وأنا أزور عميد الجالية المصرية الحاج سميح فى عرينه المطل على البحر فى حى باب الواد.. وأتخيل نفسى وأنا أتجول فى قصر رياس البحر (رؤساء البحر) الذي كان مقرا للقباطنة العظام ومنهم الريس حميدو.. وأتخيل نفسى وأنا أقف منتصبا أمام مقام الشهيد.
تشرفت بالحياة فى الجزائر الشقيقة ٤ سنوات من مارس ١٩٩٧ حتى مارس ٢٠٠١ بحكم إلحاقى للعمل بالسفارة المصرية فى الجزائر كرئيس للمكتب الإعلامى وكمستشار إعلامى.. أقولها بكل صدق لقد أحببت هذا البلد، بل عشقته أرضا وشعبا وطبيعة ساحرة وفنا وثقافة وعمارة.. شغفتنى الجزائر حبا لعدة أسباب:
أحببت الجزائر انطلاقا من حبى لمصر التى أحبها وأعشقها بكل ذرة فى كيانى.
أحببت الجزائر لوقوفها بجوارنا بقيادة زعيمها هواري بومدين بعد نكسة ١٩٦٧.
أحببت الجزائر لاختلاط الدم المصري بالدم الجزائري فى حرب أكتوبر ١٩٧٣.
أحببت الجزائر لأنها بلد المليون ونصف المليون شهيد.
أحببت الجزائر لأنها دولة حقيقية تملك تاريخ وحضارة.
أحببت الجزائر لطيبة ووضوح وصلابة الشعب الجزائري.
أحببت الجزائر لتواضع المسئولين الجزائريين وتقديرهم لاسم مصر، وهذا ما لمسته من تعاملى المباشر بحكم منصبى مع العديد من وزراء الإتصال أو الاعلام والثقافة مثل ميهوب الميهوبي وحمراوي حبيب شوقى وعبدالمجيد تبون ومحيى الدين عميمور وزاهية بن عروس.
لا أنسى عندما كنت أقف مع وزير الاتصال حمراوي حبيب شوقى فى حفل استقبال، وجاء سائقه يقول له سى حمراوي اتأخرنا، فما كان من حمراوي إلا أن رجاه بانتظاره ١٠ دقائق اضافية..
ولا أنسى أن السياسى والمفكر والطبيب محيى الدين عميمور خريج طب عين شمس، أحاطنى بكل الرعاية منذ أن التقيته وهو ما استمر عندما أصبح وزيرا للإعلام والثقافة ولا أنسى أنه فتح بيته لكل الوفود الإعلامية الصحفية المصرية التى زارت الجزائر وأحاطها بكل الود والكرم.
وأن أنسى لا أنسى المعاملة الطيبة الودودة جدا من جانب سيادة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عندما كان يتولى منصب وزير الاتصال أي الإعلام حيث كان دائم الترحيب بى عندما نلتقى
أحببت الجزائر لطبيعتها الساحرة.. وأحببت الجزائر مع اقترابى من صحفييها وإعلاميها ومفكريها وأدبائها وشعرائها مثل عزالدين بوكردوس وصوريا بو عمامة وأمينة زيري والكبير الطاهر وطار والأخضر السائحى ومحمد الصالح حرز الله وعز الدين ميهوبى.
أحببت الجزائر لتميز عمارتها التى تأقلمت مع الطبيعة وطوعتها
ولهذا كلها أتمنى أن تشاركونى الدعاء إلى الله أن يحفظ الجزائر ويطفئ بقدرته وعظمته نيران غاباتها ويجعلها بردا وسلاما ويرحم شهدائها الأبرار الأحياء عند ربهم يرزقون.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج